23/06/2022

مشروع "التعليم الثانوي": ندوة وطنية لعرض ومناقشة حصيلة "مشاريع المؤسسات المندمجة"

في إطار دعم تنفيذ وتتبع وتقييم "مشاريع المؤسسات المندمجة" بجهات مراكش-آسفي وفاس-مكناس وطنجة-تطوان-الحسيمة، نظمت وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب وقطاع التربية الوطنية، في 23 يونيو 2022 بالرباط، ندوة وطنية خصصت لعرض ومناقشة حصيلة تنفيذ مكون"مشاريع المؤسسات المندمجة" برسم مشروع "التعليم الثانوي" المندرج ضمن برنامج التعاون "الميثاق الثاني"، الممول من طرف حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، ممثلة بهيئة تحدي الألفية.

وقد مكنت هذه الندوة، التي تم تنظيمها تحت شعار تبادل الخبرات وتقاسمها، من حصر الحصيلة الإيجابية لتنزيل "مشاريع المؤسسات المندمجة"، لاسيما فيما يتعلق بتحسين محيط التعلمات، وتعزيز مهارات الفاعلين في المنظومة التربوية، وتجويد حكامة وأداء المؤسسات، والنهوض بالشراكات، وتنشيط الحياة المدرسية. كما شكلت هذه الندوة فرصة للإشادة بالجهود المبذولة من قبل كافة الأطراف المعنية قصد بلورة "مشاريع المؤسسات المندمجة" وتنزيلها فعليا.

وهكذا، وفيما يتعلق بتحسين محيط التعلمات، سجل المشاركون المساهمة المعتبرة للمعدات المعلوماتية والديداكتيكية والخاصة التي تم توفيرها للمؤسسات التعليمية التسعين (90) المستفيدة بالجهات الثلاث المستهدفة، ولإعادة تأهيل بنياتها التحتية، ولتجربة النظام الجديد لإصلاح وصيانة البنيات التحتية والتجهيزات المدرسية على مستوى مؤسسات تعليمية بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة.

كما نوه المشاركون بدعم برنامج تعزيز مهارات أزيد من 6.000 إطارا إداريا وتربويا للاستراتيجية الوطنية للتكوين المستمر التي اعتمدها قطاع التربية الوطنية، وكذا بتعزيز نظام المعلومات "مسار" من خلال تطوير واستثمار تطبيقات جديدة تشكل قيمة مضافة حقيقية للارتقاء بطرق اشتغال وحكامة المؤسسات التعليمية.

بالإضافة إلى ذلك، رحب المشاركون بتعبئة أطراف فاعلة من المجتمع المدني والقطاع الخاص في إطار "صندوق الشراكة للتربية من أجل قابلية التشغيل" الذي يدعم تنظيم أنشطة مبتكرة (الدعم المدرسي، والتكوين على المهارات الشخصية، والأنشطة الموازية، إلخ.)، والتي أسهمت بشكل كبير في تجويد تعلمات التلاميذ وتعزيز مهاراتهم الحياتية.

إلى ذلك، شكلت الندوة فرصة لتقديم الدليلين "المرجعي" و"العملي" الذين تم إنتاجهما في إطار دعم تنزيل "مشاريع المؤسسات المندمجة"، مع إبراز المكانة المركزية التي تحتلها أدوات تتبع وتقييم تنزيل "مشاريع المؤسسات المندمجة" لضمان أداء أفضل واستدامة أمثل لنموذج "ثانوي التحدي"، المكون الرئيسي لمشروع "التعليم الثانوي". وعلاوة على الدليلين الرئيسيين "المرجعي" و "العملي"، تشتمل مجموعة أدوات "مشاريع المؤسسات المندمجة" على دلائل أخرى تتعلق بالتواصل، والشراكة، والعمل عن بُعد، والنوع والإدماج الاجتماعي، والممارسات الجيدة. كما تتضمن هذه المجموعة حقيبة أدوات تتكون أساسًا من من مخططات، وجذاذات تقنية، وجداول، وأدوات للتخطيط والتدبير والتقييم.

كما أتاحت الندوة الفرصة للأطراف الفاعلة في المجتمع التربوي، ولاسيما مديري الثانويات التأهيلية والإعدادية وأعضاء فرق التنسيق الجهوية وممثلي الجمعية المغربية لآباء وأمهات وأولياء أمور التلاميذ، لتقاسم الممارسات الجيدة التي خبرتها هذه الأطراف إبان تنزيل "مشاريع المؤسسات المندمجة"، والتي أسهمت في ترسيخ مقاربة "مشاريع المؤسسات المندمجة" داخل المؤسسات التعليمية المستفيدة.

علاوة على ذلك، مكنت الندوة الأطراف المعنية من تقديم شهادات غنية بالدروس حول تجارب كل منها، ذات الصلة بمواضيع متنوعة مثل الحكامة، والمعدات، والبنيات التحتية، والحياة المدرسية، والتكوين، وعلم التربية. وقد كشفت هذه الشهادات عن الأثر الإيجابي للتدخلات التي تمت مباشرتها داخل المؤسسات التعليمية، فضلاً عن التملك القوي من قبل هذه الأطراف للمقاربة المندمجة في مجال تنزيل "مشاريع المؤسسات المندمجة".

إلى جانب ذلك، أتاح النقاش أيضًا تدارس آفاق استدامة "مشاريع المؤسسات المندمجة" باعتبارها آلية لتعزيز استقلالية تدبير المؤسسات التعليمية، وإطار عمل يؤلف بين جهود الأطراف الفاعلة في المجتمع المدرسي وشركائها قصد تحقيق تعليم عالي الجودة، يضمن نجاح المتعلمين وينشر قيم المواطنة والإدماج.

وتتويجًا لأشغال هذه الندوة الوطنية، شكل تسليم مجموعة أدوات "مشاريع المؤسسات المندمجة" إلى ممثلي الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين الاثني عشر للمملكة فرصة للتذكير بالمكانة الاستراتيجية التي أضحت تحتلها "مشاريع المؤسسات المندمجة" كقوة دفع للارتقاء بنجاعة وأداء المؤسسات التعليمية وتجويد تعلمات التلاميذ ونتائجهم الدراسية.

وللتذكير، يعتبر "مشروع المؤسسة المندمج" بمثابة خارطة طريق تحدد، في مخطط عمل ملموس يمتد لثلاث سنوات، أولويات التدخل على مستوى كل مؤسسة تعليمية، وكذا العمليات التي يتعين تنفيذها، والميزانية اللازمة لذلك. ويتمحور "مشروع المؤسسة المندمج" حول ثلاث أولويات، وهي (1) الارتقاء بجودة التعليم، و(2) تعزيز المساواة والانفتاح، و(3) تشجيع الإبداع والابتكار التربويين.

إضافة تعليق جديد