مشروع "التعليم الثانوي": تنقيح دليل "مشروع المؤسسة المندمج"

نظمت وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب، بتعاون مع قطاع التربية الوطنية، خلال الفترة من 13 إلى 15 دجنبر 2021 بالرباط، سلسلة من الورشات المخصصة لتنقيح الدليل العملي ل"مشروع المؤسسة المندمج"، الذي يشكل أحد مكونات مجموعة الأدوات ذات الصلة ب"مشروع المؤسسة المندمج" التي ستوضع رهن إشارة الأطراف الفاعلة في المنظومة التربوية على مستوى كافة المؤسسات المدرسية بالمملكة بهدف تعزيز تملك واستدامة "مشروع المؤسسة المندمج".

وللإشارة، عقدت هذه الورشات عقب لقاء وطني خصص لاستدامة وتعميم "مشروع المؤسسة المندمج"، نظم في شهر نونبر 2021 بطنجة، والذي شكل مناسبة للشروع في مراجعة الدلائل ذات الصلة ب"مشروع المؤسسة المندمج" التي تم تطويرها في إطار تنزيل مشروع "التعليم الثانوي" ضمن برنامج التعاون "الميثاق الثاني"، الممول من طرف حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، ممثلة بهيئة تحدي الألفية، والذي عهد بتنفيذه لوكالة حساب تحدي الألفية-المغرب.

وهكذا، تمت مباشرة هذا التنقيح على ضوء تجربة وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في مجال بلورة وتنزيل "مشروع المؤسسة"، والمقتضيات التشريعية والتنظيمية الجديدة، ونتائج تحليل الدلائل التي تم تطويرها.

وعلى نفس المنوال، تم البدء في تنقيح الدليل العملي ل"مشروع المؤسسة المندمج" وفق مقاربة مبتكرة تنبني على استخلاص الدروس من التنزيل التجريبي لنموذج "ثانوية التحدي"، المكون الرئيسي لمشروع "التعليم الثانوي"، على مستوى المؤسسات المدرسية التسعين (90) المستفيدة بجهات فاس-مكناس ومراكش-آسفي وطنجة-تطوان-الحسيمة.

وقد مكنت هذه الورشات، التي ضمت أعضاء "فرق التنسيق الجهوية" بالجهات الثلاثة المستهدفة، من مدارسة، وفق مقاربة تشاركية، نمط اشتغال "مشروع المؤسسة المندمج"، وآليات تنفيذه، والوظائف الرئيسية للمتدخلين، وذلك بهدف ترصيد الممارسات الجيدة بغية تحسين الإطار المنهجي والتنظيمي ل'مشاريع المؤسسات المندمجة"، في أفق الارتقاء بفعالية وأداء المؤسسات المدرسية وتجويد تعلمات التلاميذ ونتائجهم المدرسية.

وبالإضافة إلى الدليل العملي، ستتضمن مجموعة الأدوات المخصصة ل"مشروع المؤسسة المندمج" دلائل أخرى تتعلق بالتواصل، والشراكة، والعمل عن بعد، والنوع والإدماج الاجتماعي، والتشبيك، والممارسات الجيدة. كما تتضمن هذه المجموعة أدوات أخرى، تتكون أساسًا من مخططات، وجذاذات تقنية، وجداول، وأدوات للتخطيط والتدبير والتقييم.

ويعتبر "مشروع المؤسسة المندمج"، الذي تمت بلورته وفق منهجية تشاركية، بمثابة خارطة طريق تحدد أولويات التدخل على مستوى كل مؤسسة تعليمية، وكذا العمليات التي يتعين تنفيذها، والميزانية اللازمة لذلك. ويتمحور "مشروع المؤسسة المندمج" حول ثلاث أولويات، وهي (1) الرفع من جودة التعليم، و(2) تعزيز المساواة والانفتاح، و(3) تشجيع الإبداع والابتكار التربويين.

ويعد "مشروع المؤسسة المندمج" الرافعة الرئيسية لنموذج "ثانوية التحدي"، الذي يقدم دعمًا مندمجا للمؤسسات التعليمية المستفيدة يهم تقوية استقلاليتها الإدارية والمالية، وتشجيع اعتماد منهج تربوي يتمحور حول التلميذ، وتحسين المحيط المادي للتعلمات بفضل إنجاز عمليات إعادة تأهيل ملائمة للبنيات التحتية المدرسية وتوفير التجهيزات الضرورية للابتكار البيداغوجي.