27/10/2022

مشروع "التعليم الثانوي": تنظيم مائدة مستديرة حول ترصيد واستدامة دمج بعدي النوع والإدماج الاجتماعي

 

نظمت وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب، بتعاون مع قطاع التربية الوطنية والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين لطنجة-تطوان-الحسيمة ومراكش-آسفي وفاس-مكناس، في 27 أكتوبر 2022 بالرباط، مائدة مستديرة وطنية حول ترصيد واستدامة دمج بعدي النوع والإدماج الاجتماعي في إطار مشروع "التعليم الثانوي".

فمنذ انطلاق تفعيله سنة 2017، دأب مشروع "التعليم الثانوي" المندرج ضمن برنامج التعاون "الميثاق الثاني"، الممول من طرف حكومة الولايات المتحدة ممثلة بهيئة تحدي الألفية، والذي عهد بتنفيذه لوكالة حساب تحدي الألفية-المغرب، على بلورة مقاربات وممارسات خاصة بالنوع والإدماج الاجتماع، مع الحرص على أن تتمفصل الإطارات المرجعية وتوجهات هيئة تحدي الألفية في هذا المجال مع المكتسبات والتطورات الحالية ذات الصلة التي تشهدها المنظومة التربوية الوطنية.

وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن بلورة مقاربات وممارسات خاصة بالنوع والإدماج الاجتماعي يتم وفقًا للمحاور المحددة في إطار الاستراتيجية الوطنية للتربية والتكوين 2015-2030، والتي تهدف إلى الارتقاء بأداء المؤسسات المدرسية لجعلها محركًا حقيقيًا للتغيير ولتثمين الفاعلين التربويين.

وبالنظر للمرحلة الحالية الختامية لبرنامج "الميثاق الثاني"، مكن هذا اللقاء الوطني، المخصص للنوع والإدماج الاجتماعي، من تقاسم المعارف الأساسية، وتدارس الجوانب الرئيسية التي تميز دمج بعدي النوع والإدماج الاجتماعي في مشروع "التعليم الثانوي" والتي ستكون حاسمة فيما يخص مواصلة ترسيخ هذين البعدين وتملكهما داخل المنظومة التربوية الوطنية.

ومكن هذا اللقاء، الذي تميز بمشاركة السيدة كيري مونهان، المديرة المقيمة لهيئة تحدي الألفية في المغرب، والسيدة شارون روجرز، مديرة النوع والإدماج الاجتماعي بهيئة تحدي الألفية، المشاركين من الاطلاع على استراتيجية "النوع الاجتماعي" لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة؛ وهي الاستراتيجية التي تبرز الجهود المؤسساتية المبذولة من خلال مجموعة من المشاريع وخارطة طريق الإصلاح 2022-2026، والتي تهدف إلى الارتقاء بجودة المدرسة العمومية وتقليص الفوارق الاجتماعية من خلال الركائز الثلاث : التلميذ والأستاذ والمؤسسة المدرسية.

كما شكلت هذه المائدة المستديرة مناسبة لإبراز الجهود التي بذلت والإنجازات التي تحققت برسم دمج بعدي النوع والإدماج الاجتماعي في إطار تنزيل مختلف مكونات مشروع "التعليم الثانوي"، والتي تمثلت أساسا في النهوض بمحيط مدرسي يراعي بعدي النوع والإدماج الاجتماعي، وتشجيع الممارسات الإدارية والتربوية التي تدمج بعدي النوع والإدماج الاجتماعي وتكوين الأساتذة والمفتشين التربويين ومديري المؤسسات المدرسية في هذا المجال، ودمج بعدي النوع والإدماج الاجتماعي في "مشروع المؤسسة المندمج" وفي استثمار نتائج التقييمات الوطنية والدولية، وأخذ الجوانب المتعلقة بالنوع والإدماج الاجتماعي بعين الاعتبار في تدابير الدعم التي تهدف إلى تكييف نظام المعلومات "مسار" مع الاحتياجات الجديدة للمنظومة التربوية، وكذا دمج متطلبات النوع والإدماج الاجتماعي في أشغال إعادة تأهيل البنيات التحتية ل 90 مؤسسة مدرسية على مستوى الجهات الثلاث المعنية بتنزيل نموذج "ثانوية التحدي" ، المكون الرئيسي لمشروع "التعليم الثانوي".

وفيما يتعلق بتكوين الأطر الإدارية والتربوية في مجال دمج بعدي النوع والإدماج الاجتماعي في الممارسات التربوية، فقد تم تنظيم وحدات تكوينية مختلفة، ولاسيما في مجال التربية الدامجة والفضلى، لتعزيز الانضباط الإيجابي والتعاطف، ومكافحة العنف في المحيط المدرسي، والبيداغوجيا المتمايزة، وتنشيط الحياة المدرسية في إطار تنزيل "مشروع المؤسسة المندمج". بالإضافة إلى ذلك، تم إعداد دليل خاص بدمج بعدي النوع والإدماج الاجتماعي في "مشروع المؤسسة المندمج"، وذلك قصد تعزيز قيم الإنصاف والإدماج في مسار بلورة وتنزيل وتتبع وتقييم "مشاريع المؤسسات المندمجة".

كما مكنت شهادات مختلف الفاعلين في المنظومة التربوية ونقاشاتهم، التي تخللت هذا اللقاء، من إبراز تطور وترسيخ دمج بعدي النوع والإدماج الاجتماعي في مشروع "التعليم الثانوي"، واللذين تميزا بالتوفيق بين تغطية المحاور المؤسساتية والتنظيمية وتطوير أدوات ونماذج عملية للتدخل، بحيث تؤدي إلى اعتماد رؤية منهجية تقوم على المشاركة القوية والمنسقة لمختلف الأطراف المعنية.

وللتذكير، يهدف الدعم الذي تقدمه وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب لقطاع التربية الوطنية برسم تنزيل نموذج "ثانوية التحدي" إلى الارتقاء بأداء المؤسسات المدرسية المستفيدة، وتجويد تعلمات التلاميذ ونتائجهم الدراسية، وذلك من خلال العمل على تعزيز الاستقلالية الإدارية والمالية للمؤسسات المدرسية، وتشجيع اعتماد منهج تربوي يتمحور حول التلميذ، وتحسين المحيط المادي للتعلمات بفضل إعادة تأهيل البنيات التحتية المدرسية وتوفير التجهيزات الضرورية للابتكار البيداغوجي.

 

إضافة تعليق جديد